المواد البلاستيكية الدقيقة في منتجات العناية بالبشرة

يُعرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) المواد البلاستيكية الدقيقة أو اللدائن الدقيقة بأنها جزيئات بلاستيكية صلبة وغير قابلة للذوبان في الماء وغير قابلة للتحلل، يبلغ حجمها خمسة ملليمترات أو أقل. يتم إنتاج المواد البلاستيكية الدقيقة الأولية في الأساس لاستخدامها كجزيئات صغيرة من ضمن المكوّنات التي تدخل في تركيبة المنتجات. ومن ناحية أخرى، فإن المواد البلاستيكية الدقيقة الثانوية هي مكوّنات ثانوية ناتجة عن تحلل القطع البلاستيكية الكبيرة بفعل عملية التآكل والتعرض للعوامل البيئية.

يعد التلوث البلاستيكي أحد أهم التحديات البيئية في عصرنا. وبغض النظر عن كيفية وصول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى البيئة، فإنها يمكن أن تظل في عالمنا الطبيعي لأجيال. ونظرًا لخصائصها ولأنها تتحلل ببطء شديد، تُعد هذه اللدائن مصدرًا لتلوث التربة والتلوث البحري في جميع أنحاء العالم وبالتالي تعتبر ضارة بالبيئة.

عادة ما تُستخدم الجزيئات البلاستيكية الصلبة الصغيرة في إنتاج مستحضرات العناية بالجسم المخصصة لتنظيف الجلد، مثل مقشّرات البشرة أو جل الاستحمام، وذلك بهدف جعل عملية التقشير صديقة للبشرة. وقد كانت بايرزدورف Beiersdorf وهي الشركة الأم ليوسرين Eucerin، من بين أولى الشركات في مجال صناعة مستحضرات التجميل التي توقفت عن استخدام جزيئات تقشير البولي إيثيلين، المعروفة أكثر باسم الحبيبات الدقيقة microbeads، وذلك في عام 2013 مع بداية ظهور المخاوف بشأن التأثير البيئي للمواد البلاستيكية الدقيقة. علاوة على ذلك، تدخل الحشوات البلاستيكية الدقيقة Microplastic fillers في التركيبات الخاصة بالمنتجات التي يتم تركها على البشرة (لا يتم غسلها) بهدف تعديل مستوى لزوجة المستحضر وتحسين ملمسه على البشرة.

"لقد قمنا في يوسرين بإزالة المواد الخام المعتمدة على المواد البلاستيكية الدقيقة من تركيبات منتجاتنا ونحن نعمل باستمرار على تحسين التوافق البيئي لمنتجاتنا.

في ضوء الجدل القائم والمخاوف السائدة بشأن تواجد المواد البلاستيكية في كافة محيطات العالم، لم تتوانَ يوسرين عن تولي مسؤوليتها في معالجة تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة، وأدركت أهمية إزالتها من مجموعة منتجاتها. وذلك لم يقتصر فقط على الجسيمات البلاستيكية التي يمكن رؤيتها والشعور بها.

• في عام 2015، استُبدلت جزيئات البولي إيثيلين في تركيبات يوسرين بمكوّنات تُعد صديقة للبيئة على نحو أكبر. بحيث تم استبدال الحبيبات الدقيقة أو الميكروبيدات microbeads بجزيئات السليلوز الجريزوفولفينMicrocrystalline Cellulose والتركيبات التي تجمع بينها وبين جزيئات ثاني أكسيد السيليكون إلى جانب شمع الخروع castor wax. هذه البدائل الصديقة للبيئة لطيفة وهي صديقة للبشرة على مثال المواد التي كانت تُستخدم في السابق، كما أنها قادرة على تحقيق النتائج نفسها بما يخص التقشير.
• في عام 2020، قمنا بإزالة النايلون، وهو أحد أنواع البلاستيك الدقيق، وبتعديل تركيبات المنتجات انطلاقًا من ذلك.
• منذ نهاية عام 2023، أصبحت تركيباتنا التجميلية خالية تمامًا من المواد البلاستيكية الدقيقة وفقًا للمعايير التي يحددها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

لا يقتصر وجود المواد البلاستيكية الدقيقة على كونها جزء من تركيبات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة فحسب، بل إنها تتوجد أيضًا في مجموعة متنوعة غير متوقعة من السلع اليومية. تتطور هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة أيضًا عندما لا يتم إعادة تدوير القطع البلاستيكية الكبيرة أو التخلص منها بشكل مناسب. في نهاية المطاف، ومع مرور الوقت، يتحلل المكوّن البلاستيكي الأكبر حجمًا نتيجة تأثره بالعوامل الجوية مما يؤدي لتحوّله إلى أجزاء أصغر.

ومن المثير للدهشة أن عملية غسل الملابس البسيطة يمكن أن تكون أيضًا مصدرًا للجزيئات البلاستيكية الدقيقة. أثناء غسل الملابس، تتساقط الألياف الاصطناعية وينتهي بها الأمر في المجاري المائية. وفقًا لدراسة أجراها معهد فراونهوفر عام 2018، ينتج الشخص العادي في ألمانيا أربعة كيلوغرامات من المواد البلاستيكية الدقيقة سنويًا، بحيث تكون منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل مصدرًا لما لا يزيد عن 19 جرامًا فقط منها أي ما يعادل 0.5% من هذه الكمية.